مفهوم القيمة تشتق كلمة القيمة في اللغة العربية من قوم
و قوم تعني ( أعطاه قيمة إيجابية أم سلبية )
ومن القيمة يشتق القيام ومن معانيه : الإصلاح والاستقامة والعزم
أما القوام فيعني العدل
أيضا يعني حسن الطول وجماله وقيمة الشخص قدره ومكانته وقيمة الشيء نفعه وقيمة الفعل نتيجته
يشتق مصطلح القيمة في اللغة الإنجليزية Value
و من اللاتينية Valor الذي يعني القوة والغني والصحة الجيدة
ويستخدم في معاني عدة كالشجاعة وقوة التأثير والذكاء والثقة
تحمل كلمة قيمة في اللغة العادية دلالات متعددة كتقدير السلوك
فيوصف بأنه ذو قيمة عندما يكون جيدة أو نافعة ويكون القول ذو قيمة عندما يكون صحيحة أو صادقاً
اوهي صفة لكل ما يكون مطلوباً أو مرغوب فيه
يتسم مفهوم القيمة في الحياة اليومية بسمة اقتصادية عندما ترتبط القيمة بأمور البيع والشراء
وتعني الثمن أو المقدار التبادلي للأشياء في السوق
مفهوم القيمة : هي المعيار الذي يمكن بوساطته عد موضوعات أو خصائص أو أفعال أو حوادث
أيضا صفات محبذة ومرغوبة فيها ومطلوبة لذاتها
مفهوم القيمة
أهتم الفلاسفة بدراسة العلاقة بين مفهوم القيمة والحكم والمقصود من الحكم هو الرأي الذي يطلقه الإنسان
أو الموقف الذي يتخذه إزاء فعل من الأفعال يفرق الفلاسفة بين نوعين من الأحكام هما
أحكام الوجود التي ترتبط بالعلوم الوضعية
و أحكام الوجوب التي ترتبط بالعلوم المعيارية
أحكام الوجود : وتشمل الأحكام العلمية التجريبية التي تصف الواقع كما هو
ويمكن وصفها بالصدق أو الكذب ومن أمثلتها : ( الحديد يتمدد بالحرارة )
أحكام الوجوب : تشمل أحكام العلوم المعيارية كعلم المناهج ونظرية المعرفة و مفهوم القيمة الأساسية
فيهما الحق أو علم الأخلاق وقيمته الأساسية الخير أو علم الجمال وقيمته الأساسية الجميل
وتبحث أحكام الوجوب فيما ينبغي أن يكون عليه سلوك الإنسان ليحقق قيم هذه العلوم
القيمة والحكم
مفهوم القيمة والحكم الأخلاقي في الفلسفة الوضعية المنطقية :
قدمت الفلسفة الوضعية المنطقية في بداية القرن العشرين نظرية جديدة لمعنى القيمة وحصرتها في المجالين
الأخلاقي والجمالي فقط واعتبرت أن أحكام القيمة في هذين المجالين لا تمثل قضايا منطقية
لأنه لا يمكن الحكم عليها بالصواب أو الخطأ إنما هي عبارات إنشائية تعكس مواقف الإنسان النفسية
بينما الحكم الأخلاقي الذي يقرر أن الكذب شر لا يمثل حكماً عقليا لأنه يمكن البرهنة عليه بشكل تجريبي أو منطقي
بل يمكن رده إلى صيغة الأمر كقولنا لا تكذب أو صيغة التمني أو النصح
أنا لا أحبذ الكذب والأمر نفسه ينطبق على الحكم الجمالي فعندما أحكم أن لوحة الموناليزا جميلة
فأنا أعبر عن صيغة استحسان مفادها أن لوحة الموناليزا تروق لي الحكم الجمالي
لا يمثل حكماً عقليا لأن يعبر عن حالة انفعالية وجدانية فردية ولا يمكن تعميمه على جميع الناس وفي جميع الظروف
الجوانب الخاصة بالقيم
لا يمكن فهم القيم بواسطة الدراسة النظرية فقط لأن مفهوم القيمة علاقة بين الذات الإنسانية والواقع بموضوعاته وأحداثه
أما في الحقل الجمالي يرتبط الحكم على القيمة الفنية بالجهد الذي يبذله الفنان
فلا تتحقق القيمة الفنية إلا بواسطة عمل مشخص لأن ( الفنان والمتذوق ) هما الطرفان الفاعلان
اللذان تنتقل القيمة من أحدهما للآخر عبر العمل إذا وجود القيمة وتحققها في حياتنا يشترط تضافر جانبين هما :
الجانب الفكري : يتضمن فاعلية العقل الإنساني في إطلاق الحكم المعياري على التصورات والأفعال
والأشياء لأن القيمة شرط لتحققها
الجانب السلوكي : لا تكفي معرفة مفهوم القيمة لتحققها فلابد أن ترتبط هذه المعرفة النظرية بسلوك عملي يجسدها في الواقع
فقيمة السلوك الإنساني لا تتحدد إذا نظر إليه كسلوك فردي منعزل بل تتحدد قيمته على أساس أنه
سلوك عضو ينتمي إلى المجتمع ويدرك قيمة ما يفعله وما يجب فعله لذلك يوصف الإنسان بأنه كائن أخلاقي
لأنه يعترف بوجود قيم معينة نظرية ويجسدها في الواقع عملية ضمن شروطه الاجتماعية
ويشترط تحول القيمة إلى الفعل أن يمارس الإنسان حريته في الاختيار
ويكون مسؤولاً عن هذا الاختيار لأن السلوك القيمي ليس سلوكا تلقائيا
بل يجب اقترانه بالإرادة والعزم على الفعل
قد يكون الإنسان عارفا ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله، قد يعرف الإنسان الخير
ولا يلتزم تحقيقه لأنه لا توجد علاقة ضرورية بين معرفة القيمة وتحقيقها فمعرفتنا الخير
لا تؤدي لتحقيقه دائماً ومعرفتنا الشر لا تضمن لنا تجنبه
وكان هذا عزاءي كل ما ورد عن مفهوم القيمة
أيضا قم بقراءة : ما هوا الادراك